قد لا يكون غريبا او مستهجنا ان يسالك شخص عن اذا ماكانت هنالك مخلوقات تعيش خارج كوكب الارض اذا علم انك باحث او مفكر في علوم الفضاء ، او فلكي حائر في تفسير ابداعات الخالق ، واسرار الكون وغموضه . ان الكثير من التساؤلات عن اسرار الكون لا اجابات صحيحة لها سوى الايمان بالغيبيات او ترك العنان للخيال اذا استعصى الاستدلال على نتائج التجارب والقوانين العلميه والفيزيائيه . ان حب الاستطلاع والبحث عن المعرفة دفع الكثيرين للتخيل من ان هناك مخلوقات تعيش على كواكب غير الارض تسعى لمنافسة البشر ، وتتمتع بحضارة وتقدم علمي تفوق حضارة البشر . ولان هذه المخلوقات الغريبه ذكية ولديها القدرة على غزو الارض ، فقد توهم البعض انه شاهد في السبعينيات من القرن الماضي الاطباق الطائرة الغامضة ترسل وهجا لامعا من السماء لكنها تختفي في لمح البصر .
ولقد اجريت دراسة تعتمد على الاستطلاع راي الاميركيين عن الاطباق الطائره في الثمانينيات من القرن الماضي كانت النتيجه ان اكثر من 60% من الاميركيين يؤمنون بهذه الاطباق الطائرة ، بل ان كثرة الحديث عنها انذاك جعل المخرج السينيمائي الامريكي ستيفن سبيلبرج ينتج اول فيلم سينيمائي عن الاطباق عرض لاول مرة في البيت الابيض الامريكي ، كما ان وكالة ناسا للفضاء خصصت مبالغ طائلة للبحث و دراسة الاطباق الطائرة .
روايات حول وجود حياة خارج الارض
والسؤال الازلي الذي مازال يشغل البال من اين جاءت هذة المخلوقات الذكية ، وما هدفها من زيارة الارض ؟ سجلت الكثير من الروايات بالاستماع الى الذين شاهدوا الاطباق الطائرة في اماكن متفرقة مؤكدين على صدق مشاهداتهم ، وانهم ليسوا واهمين . اذا كانت الروايات صحيحة ، حتى ان الرئيس الامريكي جيمي كارتر صرح بمشاهدته لوهج دائري يتحرك في السماء ، هذا يعني عدم وجود حياة خارج الارض ، وانه علينا ان نتوقف عن البحث في علوم الفضاء . ان الواقع يعكس الاصرار على البحث عن حياة خارج الارض ، وهو اصرار دفع العلماء لاختراع سفن الفضاء ، والتلسكوبات العملاقة ، والتعمق في الابحاث العلميه والفضائية .
وبرغم التقدم الهائل في مجال ابحاث الفضاء ، فاننا مازلنا لا نملك الاجابة عن سؤال واحد ، وهو هل نحن وحيدون ، ولا احد غيرنا يعيش على الكواكب في النظام الشمسي او حتى غيره من الاجرام السماوية ؟
ان الاجابة عن ذلك حتى الان ليست كاملة ، ولا قاطعة في غياب الادلة ، فكل ماهو متاح من تفسيرات لا يخرج عن التخمينات ، او التوقعات من ان هنالك احتمالات حياة خارج الارض رصدتها في حدود تمكنها الاقمار الصناعية ، او التلسكوبات عالية التقنية . فالانسان الذي حط برجليه على سطح القمر لاول مره لم يجد احياء هناك سوى الرمال والصخور ، وعاد الى الارض ومعه قطع من هذه الصخور ، لم يثبت البحث العلمي حتى وجود كائنات دقيقة كالجراثيم المجمدة في هذه الصخور .
ومع ذلك ، لا ينفي العلم والدين وجود مخلوقات تعيش على الكواكب الاخرى البعيدة التي لا يعلم بها سوى خالق الكون . ان الدلالة على وجود الاحياء خارج الارض تتضح في قول الخالق في محكم تنزيله (ويخلق ما لا تعلمون) وايضا قوله تعالى (ولله يسجد مافي السماوات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) هناك دلالات قرانيه اخرى تظهر ان السماوات والارض لم تخلق عبثا او لصدفة كونية ، وانما اسرارها بيد خالقها .
رأي العلماء في وجود حياة خارج الارض
يتقبل غالبيه الفيزيائيين الفلكيين فكرة ان البشر ليسوا هم الوحيدون في الكون ما دامت النجوم والكواكب في نظامنا الشمسي لا يحصى عددها ، فما بالك بالعوالم الاخرى البعيدة عن نظامنا الشمسي ؟
يقول استفين هوكينج استاذ الرياضيات في جامعة كامبريدج الريطانية ان الحياة موجودة خارج الارض ، بل ان الارض معرضة لخطر غزو المخلوقات الفضائية ،خصوصا وان هناك اكثر من (100) مليار مجرة ، وفي كل مجرة الملايين من النجوم والكواكب .
الابحاث في مجال الفضاء
لقد تصدرت امريكا وروسيا بشكل خاص الابحاث الفضائية وتكنولوجيات الفضاء ، وكان السباق على اشده ايام الاتحاد السوفييتي ، لكن امريكا كان لها السبق في العلوم الفضائية ، خاصة بعد ان اسست وكالة ناسا للابحاث الفضائية عام (1958م) ، ثم تبعتها روسيا . وهذا يدل على ان الابحاث او العلوم الفضائية من الناحية التاريخية تكون حديثة نسبيا مقارنة بالتقدم العلمي في مجالات اخرى كالفيزياء والكيمياء والطب وغيرها .
ولقد كان السوفيت سباقين في ارسال الضابط يوري كاكارين عام (1961م) كاول انسان يدور حول الارض في سفينة فضائية وصلت الى ارتفاع (327) كيلو متر ، الا ان الامريكيين ارسلوا ايضا في عام (1961م) الن شيبارد كاول انسان الى الفضاء دار حول الارض بكفاءة .
لكن الامريكيين كانوا على عجل لارسال شخص الى القمر قبل ان يقوم السوفيت بذلك . وقد تمكنوا من تحقيق حلمهم بارسال الفلكي نيل ارمسترونج في عهد الرئيس جون كنيدي . ان نزول ارمسترونج في عهد الرئيس جون كنيدي . ان نزول ارمسترونج على سطح القمر في (20) يوليو عام (1969م) . كان انجازا علميا ضخما وريادة امريكية افتخر بها العالم . ولم يتوقف الامريكيون فقد ارسلوا بعد ذلك ست سفن فضاء الى القمر للمزيد من الاستكشاف في الفترة بين (1969 - 1972م) .
الهدف من الاستكشافات الفضائية
ان التركيز على الاستكشافات الفضائية كان هدفه كسب المزيد من المعلومات ، خاصة اذا ما كان هناك حياة في الخارج . ولقد كانت المحاولة الاولى في عام (1960م) عندما وجه الفلكي فرانسيس دريك تلسكوب يقيس الصوت على نجمين متشابهين للشمس يقعان على مسافة (11) سنة ضوئية بهدف التقاط اشارات صوتية لمخلوقات غريبة ، لكنه لم يلتقط شيئا . ان ابحاث دريك فتحت المجال اكثر للعلماء لرصد الاصوات والاشارات من الخارج في محاولات للتوصل الى معلومات تفيد في رصد اماكن الاحياء .
ان الكثير من الحقائق العلمية تتبدل بمرور الزمن نتيجة الاكتشافات والتجارب . فلقد صحح نيكولاس كوبرنيوكس المعلومات في القرن الخامس عشر الميلادي من ان الارض ليست مركز الكون ، وان الشمس هي المركز . وبتقدم العلم توصل العلماء الى ان المجموعة الشمسية ليست في مركز "درب التبانة" ، وان درب التبانة ليست ايضا في مركز الكون . ولاننا نعيش على حافة كوكب الارض في المجموعة الشمسية ، فاننا لسنا الوحيدين على هذه الحافة في الكون ، فهناك الكثير من العوالم التي يعيش فيها الاحياء الذين ربما ايضا يتواجدون على حواف كواكب اخرى ليست بالضرورة في نظامنا الشمسي .
الاستدلال على وجود كائنات تعيش في ظروف طبيعية صعبة
ان الاستدلال على وجود الكائنات في الظروف الطبيعية الصعبة له خصائص لا تتلائم مع حياة البشر . اثبتت كثير من الدراسات ان الكائنات الحية لديها القدرة على التاقلم مع ظروفها المختلفة .فلقد اكتشف العلم ان هناك حياة تحت الطبقات الجليدية بعيدة العمق عن مسطحات الاراضي المنطقة القطبية ، حيث تعيش كائنات دقيقة مجهرية لملايين السنين كالمكروبات الطاحنة للميثان والمتواجدة في الصخور ، وعلى سطح ارضيات المحيطات العميقة ، حيث لا يوجد الضوء والاكسجين . وقد تكون هذه المكروبات تحت طبقات الجليد في القطب المتجمد بعمق قد يصل نصف كيلو متر .
فاذا كانت الكائنات تتكيف مع الحالة التي توجد فيها مهما كانت معقدة وغاية في الصعوبة ، فهل نستبعد التفكير في وجود كائنات متكيفة على الكواكب الاخرى ؟
حقيقة وجود الماء على الكواكب اخرى
واذا نظرنا الى الماء كمادة اساسية للحياة على الارض ، فلقد وجد هذا الماء بكميات تحت الاسطح الجليدية على قمر كوكب المشتري ، والمسمى ب(جانيميد) ، وكذلك وجد الماء على اقمار زحل . ولقد وصف الفلكيون ان الكوكب (تيتان) له قمر مشهور وضخم يوجد عليه بحر غامض من الميثان . كما اكتشف العلماء اخيرا قمرا اسمه (ميماس) يعتقد انه يسبح على بحر اسفل سطحه .
فاذا كان هناك حوالي واحد تريليون كوكب في درب التبانه وحده الذي فيه نظامنا الشمسي ، وكوكب الارض الذي نعيش عليه ، فكيف يمكن نفي وجود مخلوقات في هذا الكون الشاسع بعد ان توصل العلم الى ان الخمس ، او (22%) من العدد الهائل للكواكب قد تكون مماثلة للارض ؟.
ان الاستدلال على وجود الحياة فوق هذه الكواكب البعيدة مستحيلة في ظل المعطيات العلمية الحالية ، فلا احد يعرف كيف يتطور العلم ، لكي يعثر على علامات الحياة في الفضاء البعيد ..
ومع ان العلماء ركزوا على دراسة الكواكب الواقعة في نظامنا الشمسي لقربها من الارض ، مقارنة بالمجرات والكواكب بعيدة المنال ، الا ان نتائج البحث الى الان لم تسفر عن وجود مخلوقات رغم الحديث عن العوامل المتوافرة لنشاة اي شكل من اشكال الحياة على هذه الكواكب واقمارها .
اعطونا رايكم في التعليقات اذا ما كنتم مقتنعين بوجود كائنات فضائية ام لا ؟